02 يناير . 3 دقائق قراءة . 1018
سواد العراق او السواد الاعظم
في عصر الحكم الساساني كانت اغلب مؤسسات الدولة و المكاتب الادارية في السهل الرسوبي العراقي سواء تلك الواقعة في العاصمة المدائن او على نهر دجلة في وسط العراق كانت منظمة وفق نظام رباعي فقد كان الدخل من شؤون مكتب الضرائب و يستخدم اساسا لتجهيز الجيش بالدواب , الاسلحة , الارزاق , و العطاءات التي كانت تخزن في مستودعات عسكرية ,
في ظل الساسانيين كانت سجلات الأموال العائدة من الضرائب و كذلك نفقات الجيش و سائر أشكال المصاريف ,تحفظ بشكل مستقل , و كما وصف الجهشياري هذا النظام , فقد كان لملوك فارس ديوانين , احدهما ديوان الخراج ( المختص بالضرائب ) و الاخر ديوان النفقات المختص بالعطايا و أرزاق الجيش و يذكر الجهشياري صراحة أن الضرائب كانت تستخدم للانفاق على الجيش و كان عتبة بن غزوان و المغيرة بن شعبة , ابو موسى الأشعري و الفارسي بيرواز و غيرهم من مؤسسي البصرة و مخططيها مسؤولين عن تأسيس ديوان الخراج على النمط الساساني و سجل عسكري للجيش .
لقد كانت الامبراطورية الساسانية تركز على جباية الضرائب و لقد أقرت النظرية الساسانية باعتماد الادارة البيروقراطية على الثروة و الخدمات الخاضعة للضريبة التي يقدمها الرعية وعبرت عنها بمبدأ أن الخراج عمود الملك .
نلاحظ ان السواد العراقي كان ذو اهمية للساسانيين و كذلك للمسلمين بداية الفتح, وكذلك الصراع البيزنطي الساساني كان يستهدف السواد الزراعي للعراق, أولا لأهمية الموقع الاستراتيجي لقوافل التجارة و ربط فارس – الخليج البحري بالشام و الاناضول , ثانيا خصوبة الاراضي و الرافدين المغذي للاراضي , ثالثا الاراضي الزراعية كانت تخضع للدولة المسيطرة اذ كانت الدولة تعتمد في ميزانيتها على جباية الضرائب الزراعية من الفلاحيين , لقد كان عثمان بن حنيف في بداية العصر الاسلامي هو من اقر ضريبة الحبوب الاساسية على درهم و قفيز من الحنطة لكل جريب , و كان هذا المعدل قابلا للتحويل الى نقد حيث كان القفيز يعادل ثلاثة دراهم و هكذا قد فرضت اربعة دراهم على كل جريب حنطة و درهمان على جريب شعير , و درهم على كل جريبين من الارض غير المستغلة ,اما الاعناب فقد ثمنت بعشرة دراهم لكل جريب ,
كانت السلطة المسيطرة على السواد في العهد الساساني و الاسلامي تجري مسح للاراضي الزراعية وتحدد كمية الضرائب التي تؤخذ من المزارعين , هذا كان نبذة مختصرة عن حال السواد الزراعي في ذلك الوقت : نستنتج هنا ان موقع السواد العراقي كان مركزا اقتصاديا مهم لكل الامبراطوريات و ارض صراع لكثرة الاراضي الزراعية و الاموال التي تتعرض للجباية الضريبية التي تغذي الدول و مؤسساتها الادارية , الصراع الاقتصادي استمر لعصور اخرى على هذا الكنز الزراعي الى ان تم اكتشاف النفط عندها تحول الصراع من على الاراضي الزراعية و جباية الضرائب الى السواد النفطي و منابعه .
المصادر: العراق بعد الفتح الاسلامي - مايكل ج . موروني
18 يونيو . 5 دقائق قراءة